تسجيل الدخول

اسم الدخول:
كلمة المرور:

إذا لم تكن مسجل معنا وترغب في ذلك اضغط هنا:
التسجيل
رسالة إدارية
لا يُمكنك الإجابة على سؤال إلا إذا قمت بتسجيل الدخول

الأم: رمز الأمان والحنان

سؤال من طرف: بيت الحكمة
إجابة من طرف: بيت الحكمة

الأم: رمز الأمان والحنان

الأمان في أحضان الأمهات

حضن الأم هو الأمان والحنان والطمأنينة، وهو أكثر الأماكن اتساعًا، ما إن يضع الابن رأسه في حضن أمه حتى يستشعر لذة الحياة كلّها، ويرى هموم الدنيا قد تبخرت وأصبحت هباءً، فالأم في حضنها الحياة كلّها؛ ولهذا فإنّ مجرّد رؤية الأمهات يُدخل السرور إلى القلب والروح، وتبتهج الدنيا كلّها؛ لأنّ في وجوه الأمهات دواءٌ لكلّ علة، فالأمهات هنّ اللواتي يمنحن الحب بلا شروط.

الأم حنان وتضحية

مهما قيلت من كلمات في وصف الأمهات تظلّ عاجزةً عن التعبير في حقهنّ، فالأم تمنح كلّ عمرها لأبنائها وتُعطي بلا حدود دون أن تنتظر منهم شيئًا، وترى فرحهم ونجاحهم امتدادًا لفرحها ونجاحها؛ لأنّ قلبها الكبير ينبض بحب أبنائها فتسهر لأجلهم وعلى راحتهم، دون أن تملّ أبدًا، فالأمن والأمان في حضن الأمهات فقط، ومن ثم يأتِي العالم من بعدهنّ.

الأُم هي الكتف الذي يسند الإنسان عليه رأسه، وهي الحضن الدافئ الذي يحمينا من قسوة الحياة، وهي اليد التي تمسك بنا قبل سقوطنا، وهي القلب الذي يضخُّ فينا الروح، والأم هي الرفيقة والصديقة والقلب الناصح لنا بصدق، وهي الإنسانة التي لا غنى لنا عنها، وإن كَثُر المحبُّون والأصدقاء، كما أنّها مدرستنا الأولى ودليلنا للسير في طريق الحياة، قال الشاعر حافظ إبراهيم في وصف عظمة الأم:.

الأمُّ مدرسةٌ إذا أعددتهَا.

أعددتَ شعبا طيِّبَ الأعراقِ.

الأمُّ روضٌ إن تعهدهُ الحيا.

بالرَّيِّ أورقَ أيُّمَا إيراقِ.

الأمُّ أستاذ الأساتذةِ الألى.

شغلت مآثرهم مدى الآفاقِ.

تحمل الأم أبناءها تسعة أشهر وهنًا على وهن، وتذوق في ولادتهم آلام الولادة التي تنساها فور رؤياهم، فتغذيهم من عذب لبنها وخُلاصة روحها، وترقب أطوار نموّهم بكل حب وشغف، وتسهر على راحتهم ليالٍ طِوال دون كلل أو ملل، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: الجنَّةُ تحْتَ أقدامِ الأمَّهاتِ.

للأم تحلو التضحيات

للأم تحلو التضحيات، ويرخص العمر وترخص الروح لأجلها، فالأم التي تمنح عمرها لأبنائها تستحق أن يُقدم لها العمر هدية، لكنّ كرم الأمهات مع أبنائهنّ يجعلهنّ راغبات في سعادتهم الأبدية، دون أن يأخذن منهم شيئًا، فالأم رمزٌ للعطاء الذي لا ينفد، وهي الأيقونة التي تستحق أن تعلق على الصدور، وأن تُوضع تاجًا على الرأس؛ لهذا لا يُوجد أي إنسان في العالم يستحق التضحية لأجله مثل الأم.

الأم تأتي أولًا؛ لأنّها الأقرب دومًا، ومن ثمّ يأتي من هم دونها، فهي الأولى في الرحمة والعطاء والحب، تستحق أن تكون الأولى في الاحترام والتقدير في حياة أبنائها، فلا يجوز أن يتعدى أي أحدٍ على مكانتها العظيمة في القلب والروح، ولا يجوز بأيّ حالٍ أن يتم تجاوزها أو تجاهلها أو تهميشها مهما بلغ بها العمر، فالأم هي الأولى وهي الأساس، وهي الحب والحياة.

تُقدّم الأم لأبنائها ما يحتاجون دون انتظار مقابل، أفضالها علينا لا تُعدُّ ولا تحصى، لذلك حثّ ديننا الإسلامي على طاعتها والرفق بها وبرّها، إذ قال الله تعالى في كتابه الكريم: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ). .

في رضا الأم التي سهرت وتعبت وتحمّلت تعب ولادتك وحملك يجد الإنسان البركة في ولده وماله وعمره، وفي سخطها عليه صعوبة في العيش ونقص في البركة والرزق، وعقوق في الأبناء فكما يدين الإنسان يُدان، ولأجل هذا كله علينا أن نحرص على طاعتها وملاطفتها في الكلام، وخفض أصواتنا في حضرتها بالإضافة إلى سؤالها عمّا تحتاجه وتوفيره لها.

الأم هي أقدس الأحياء

في الختام، حضن الأمهات فيه سكينة تملأ القلب والروح، فتسمو الحياة وتصبح أكثر جمالًا، فالأم مربية الأجيال والمعلمة الأولى وصانعة الأمة، وحبها هو الباقي رغم كل الظروف، هي أقدس ما في الحياة والطريق إلى الجنة، فما أعظم دورها ومنزلتها!