لي صَديقٌ عَلى الزَمانِ صَديقي.
وَرَفيقٌ مَعَ الخُطوبِ رَفيقي.
لَو تَراني إِذا اِستَهَلَّت دُموعي.
في صَبوحٍ ذَكَرتُهُ أَو غَبوقِ.
أَشرَبُ الدَمعَ مَع نَديمي بِكَأسي.
وَأُحَلّي عِقيانَها بِعَقيقِ.
الصديق مرآة صديقه، إذ قيل: قُل لي مَن تُصاحب أقل لكَ مَن أنت، وهذا إن دلّ على شيء، فإنّه يدل على مدى تأثير الصديق على صديقه، فأنت تُقلّد صديقك في طريقة كلامه ومشيته وحديثه وتسريحة شعره ولباسه وأخلاقه وعلمه وأدبه ودينه، لذا عليك التريّث كثيرًا عند اختيارك للصديق، والبحث عن صديق قريب من سنّك، يُشبهك في الأخلاق، طيّب السمعة بار بوالديه.
أهمية الصديق تكون بأنّه يقف معك في السرّاء والضرّاء، يقبل عذرك، يُرشدك إلى طريق الخير والصلاح، يحثّك على طاعة الله والقيام بواجباتك الدينيّة، فتشعر بالسعادة والراحة النفسية معه؛ لأنّه داعم ومهتم بك، يُسرع لمساعدتك إذا احتجته لذلك، فالصديق المثقف سينقل العدوى لصديقه، والصديق المهمل اللامبالي المتكاسل سينقل ذلك كله لصديقه، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: المرءُ على دينِ خليلِه فلْينظرْ أحدُكم من يخاللْ.
إذا أخطأنا في اختيار الصديق الوفي والحقيقي، فإنّ ذلك سينعكس حتمًا على سلوكنا وأخلاقنا وحياتنا بالعموم، فقد نكتسب منه بعض الصفات السيئة، مثل: النفاق والكذب والظلم، وهذا سُيبعدنا عن تربيتنا وأخلاقنا التي تربينا عليها، قال النابغة الذبياني:.
وَاِستَبقِ وِدَّكَ لِلصَديقِ وَلا تَكُن.
قَتَباً يَعَضُّ بِغارِبٍ مِلحاحا.
فَالرُفقُ يُمنٌ وَالأَناةُ سَعادَةٌ.
فَتَأَنَّ في رِفقٍ تَنالُ نَجاحا.
كما أنّ الصداقة لها آثار إيجابية على المجتمع، فهي تزيد من الألفة والمحبة والتعاون بين الناس، ولا يشعر الفرد أنّه وحيد، فيتفاعل مع الآخرين، مما يُحقق السعادة، كما أنّ للصداقة شروطًا تجعلها مهمة للغاية، مثل: الصدق والاحترام والدعم، وصفات الصديق الحقيقي هي بأن يكون داعمًا حقيقيًا، وهذا ما يجعل الصداقة عظيمةً وكنزًا لا يفنى أبدًا.