لا شيء فِي الدُّنيا أَحَبُّ لِنَاظِرِي.
مِن مَنظَرِ الخِلانِ والأَصحَابِ.
وأَلَذُّ مُوسِيقى تَسر مَسَامِعِي.
صَوْتُ البَشِيرِ بِعَوْدَةِ الأَحبَابِ. .
الصديق الذي تبني معه رابطة قوية، وعهد قلبي، وتقارب روحي، ربما يكون أقرب من إخوانك وأهلك، فالصديق هو الأمان الذي يأوي إليه قلب صديقه، فمن يملك الأصدقاء يملك الكثير من الأشياء التي لا تشتريها الأموال، خصوصًا إن كانت الصداقة حقيقية مبنية على أساس الوفاء والإخلاص والحب الصافي، حتى وإن بعدت المسافة بين الصديقين، لأنَّ الصديق يحمل إخلاصه لصديقه أينما ذهب، ويظلّ وفيًا له دومًا.
إن صحبة الصديق الخيّر تجلب الخير، وليس أجمل من أن يكون للشخص أصدقاء يحملون معه همومه، ويُهونون عليه مصاعب الحياة، وخيرُ مثالٍ على هذا صداقة الرسول -عليه الصلاة والسلام- مع أبي بكرٍ الصدّيق -رضي الله عنه- الذي كان يُصدّق الرسول في كل ما يقول، ونصره حين خذله القريب والغريب، ورافق الرسول -عليه السلام- في هجرته من مكة إلى المدينة، وهو يعلم خطورة الطريق، وبطش قريش الذي كان متوقعًا، فالصديق الحق ليس مجرد شخصٍ عابرٍ يُشارك صديقه الفرح والضحك، بل إنَّ الصديق الحقيقي يُشارك صديقه أحزانه وهمومه قبل فرحه.
لا خير في خلٍّ يخون خليله.
ويلقاه من بعد المودة بالجفا.
فالصديق الذي يخون صديقه، ولا يحافظ على أمانة الصداقة، ولا يقف مع صديقه في أوقات الشدة والحاجة، فإنه لا خير فيه، ولا توجد فيه سمات الصداقة الحقيقية، فالصديق الحقيقي هو النور الذي يضيء لك عتمة الدنيا، والطريق الذي يوصلك لأحلامك التي استصعبت تحقيقها وحدك، وهو الشمعة التي تسهل عليك درب النجاح والصعود.
وإن قدّر الله أن يرزق الإنسان بصديق خيّر، فإن من الأمانة أن يتم الحفاظ عليه، وأن تؤدى كل حقوقه إليه، فثلما نرى أن الصديق هو الضوء الذي ينير الطريق لنا، فإن علينا أن نكون كذلك له، فنصير الضوء الذي ينير له دربه، ويساعده على الوصول إلى أحلامه وطموحاته.