العائلة مدرسة الأجيال
يرتبط الإنسان بعائلته برابطة الدم، وهي أقوى الروابط، فيعرف معهم معنى الحياة، فَهُم الأُنس والخير والأصل، فالعائلة مدرسة الأجيال والنواة الأساسية لبناء المجتمعات، لهذا يجب أن تكون فيها كل القيم السليمة التي يتربى عليها الأبناء والبنات، حتى يقوى المجتمع بهم وينهض.
العائلة هي أساس السعادة
ليس هناك أجمل من علاقة الدفء التي تجمع الوالدين بأولادهما، وعلاقات التعاون والمحبّة والبر التي تتجلى في طاعة الأبناء لآبائهم، ففي العائلة يحرص الآباء على تربية أبنائهم تربيةً سليمةً؛ ليُصبحوا قادة المستقبل، ويعملوا على تلبية حاجاتهم النفسية والمادية بشتى الطرق، فالإنسان عندما يقع تُسنده عائلته، فهي جيشه الأبدي الذي يُدافع عنه في كلّ وقت ولا يتركه وحيدًا أبدًا؛ لأنّ العائلة سند في جميع الأوقات.
العائلة هي الملاذ الآمن وهي السكينة والأمان والاستقرار، وهي الحياة بكلّ ما فيها من فرحٍ وحزن وتفاؤل وتشاؤم، فالعائلة وحدها هي التي ترى جميع تناقضات أفرادها ولا تبوح بها أبدًا؛ لأنّها الستر والملاذ الذي يكون الإنسان أمامه على طبيعته دومًا دون خوفٍ من أيّ شيء، وتظلّ ذكريات أفرادها حيةً يتحدثون بها إلى أن يلتحقوا بالرفيق الأعلى؛ لأنّ العائلة هي البذرة الأولى التي ينهض منها الإنسان للحياة ليرى النور.
العائلة تبقى حين لا يبقى أحد
تكمن أهمية العائلة عبر دورها الذي تُقدمه للفرد، فهي بذرة المجتمع إن صَلحت صَلُح الفرد، وإن فسدت فَسُد، لذلك فهي تحمي المجتمع من الانهيار، وتُساهم في تكوين مجتمع صالح، فالأب والأم هما الأمان والملجأ، والأخوة هم السند والقوة والصحبة الصادقة، والأجداد هُم عبق التاريخ، والأعمام والعمات والأخوال والخالات وأبنائهم نكهة مميزة للحياة.
كما أنّ عماد الأسرة هي الأم جنة الله على الأرض، وهي إشراقة النور وأعظم النعم وجوهر الحياة ومعناها، يقول الشاعر المصري حافظ إبراهيم:.
الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها.
أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ.
الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا.
بِالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِ.
الأُمُّ أُستاذُ الأَساتِذَةِ الأُلى.
شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى الآفاقِ.
إلى جانب ذلك، لا ننسى دور الأب الحاني والظهر الحقيقي، إذ يُقال: الأمان رب ثم أب، فالأب أول رجل في حياة الفتاة تُدرك من خلاله معنى أن يكون لها ذخر، والأب هو قدوة حسنة لابنه، إذ يتعلم منه الأخلاق، ويُحاول أن يتصف بصفاته الحسنة.
العائلة هي المنبع والملاذ الأخير
في الختام، العائلة هي المنبع الذي يجعل الإنسان يأتي للحياة، فيكبر وينمو ويترعرع بين أحضانها، وهي أيضًا الملاذ الأخير الذي لا ينفكّ منه مهما حاول أن يبتعد أو أن تكون له حياته المستقلة، فلا بُدّ أن يُرافق الحنين كلّ شخصٍ في الدنيا إلى عائلته، حتى إنّ كبار السن الذين أسّسوا عائلات كبيرة ممتدة لا ينسون أبدًا تلك العائلة التي تفرق أفرادها، وعاش كلٌ منهم حياة مستقلة.