من أكبر جماليات الإعلام ووسائله أنه يعد أحد أكبر الطرق التي توصل البشر ببعضهم البعض، والتي تسهل علينا توثيق الروابط مع الأشخاص الذين نحبهم في أماكن بعيدة، والذين لا نعرفهم لإيصال أفكار معيّنة عنا وعن ثقافاتنا، إذ يتم هذا التواصل بين طرفين اثنين هما المرسل والمستقبل عبر وسائل وأدوات عدّة وُضعت لهذه الغاية.
تهدف وسائل الإعلام لوصل القريب بالعيد، والحاضر بالغائب، وتعريفنا بمواضيع شتّى متنوعة نكون مهتمين بها أينما كانت، فالعالم اليوم أصبح وكأنه قرية ذات مساحة صغيرة، في أي وقت، وفي أي مكان يمكننا رؤية كل ما نريد من أي مكان في العالم.
اختُرعت وسائل الإعلام كأداة لتسهيل الحياة علينا، حيث سُخرت هذه الوسائل لتزويدنا بالعلم والمعرفة، وحتى نتمكن من إيجاد طرق التسلية التي تمنحنا السعادة والترفيه، كما ساعدت على انتقال الأخبار على نحو سريع وطريقة واسعة، بالإضافة إلى كونها منبراً يُعبّر به الأفراد عن أنفسهم وأفكارهم، ويتواصلون من خلاله معًا لتحقيق المصالح الإنسانية التي يسعون إليها في حياهم الدنيا.
أمّا الشق الآخر منها، وهو سلبيات وسائل الإعلام التي قد تجعلنا نخاف منها، فتصير وكأنها عالم مظلم، فيتمثل في استخدام الناس لها بطرق غير صحيحة، مثل نشر المحتوى السيئ وزرعه في عقول الناس، أطفالًا كانوا أم كبارًا، أو استخدامها في نشر التعصب والتطرّف وغيرها من الأمور السيئة من قِبل البعض.
إضافة إلى أنّ متابعة هذه الوسائل -لا سيما الحديثة منها- بشكل كبير قد يسبب للفرد العزلة والانطواء جراء قضاء ساعات عديدة من وقته في متابعتها، غذ يصير الإنسان مدمنًا على هذه الوسائل، ومسجون فيها وفي محتواها، فلا يعود قادرًا على التواصل مع الحياة والناس خارج إطار غرفته.