بِغَيرِ تَقوى الإِلهِ مِن أَدَبِ.
في كُلِّ حالاتِها وَإِن قَصُرَت.
أَفضَلُ مِن صَمتِها عَلى الكَربِ.
وَغَيبَةُ الناسِ إِنَّ غَيبَتَهُم.
حَرَّمَها ذو الَجَلال في الكُتُبِ.
إِن كانَ مِن فِضَّةٍ كَلامُكِ يا.
نَفسُ فَإِنَّ السُكوتَ مِن ذَهَب.
ومن أبياته الشعريّة أيضًا: .
ليس الجمال بأثواب تزيننا.
إنّ الجمال جمال العلم والأدب.
وليس اليتيم من لا والدين له.
إنّ اليتيم يتيم العلم والأدب.
ومن أبياته أيضًا: .
كُن اِبنَ مَن شِئتَ واِكتَسِب أَدَبًا.
يُغنيكَ مَحمُودُهُ عَنِ النَسَبِ.
فَلَيسَ يُغني الحَسيبُ نِسبَتَهُ.
بِلا لِسانٍ لَهُ وَلا أَدَبِ.
إِنَّ الفَتى مَن يُقولُ ها أَنا ذا.
لَيسَ الفَتى مَن يُقولُ كانَ أَبي.
تجاهلْتُ حتى ظُنَّ أنّيَ جاهل.
فوا عَجَبا كم يدّعي الفضْل ناقصٌ.
ووا أسَفا كم يُظْهِرُ النّقصَ فاضل.
وكيف تَنامُ الطيرُ في وُكُناتِها.
وقد نُصِبَتْ للفَرْقَدَيْنِ الحَبائل.
فَقرُ الحِمارِ بِلا رَأسٍ إِلى رَسَنِ.
وَمُدقِعينَ بِسُبروتٍ صَحِبتُهُمُ.
عارينَ مِن حُلَلٍ كاسينَ مِن دَرَنِ.
إذا استَوَتْ عِندَهُ الأنوارُ والظُّلُمُ.
أنا الذي نظَرَ الأعمى إلى أدبي.
وأسْمَعَتْ كلماتي مَنْ به صَمَمُ.
أَنامُ ملءَ جفوني عَنْ شوارِدِها.
ويسهرُ الخلقُ جَرّاها وَيَخْتصِمُ.
وجاهِلٍ مَدَّهُ في جَهْلِهِ ضَحِكي.
حتى أتتهُ يَدٌ فَرّاسةٌ وَفَمُ.
إذا نظرتَ نيوب اللّيثِ بارزةً.
فلا تظنَنَ أَنَّ اللّيثَ يبْتسِمُ.
ومُهْجَةٍ مُهْجتي مِنْ هَمِّ صاحِبها.
أَدْرَكتها بجَوادٍ ظَهْرُهُ حَرَمُ.
رجلاهُ في الركضِ رجلٌ واليدانِ يدٌ.
وفعلُهُ ما تريد الكَفُّ والقَدَمُ.
ومُرْهَفٍ سِرْتُ بين الجَحْفليْنِ بِهِ.
حتى ضَرَبْتُ وَمَوْجُ المَوْتِ يلتطِمِ.
فالخيلُ والليل والبيداء تعرفني.
والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقلمُ.
كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا.
أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي.
يَبني وَيُنشِئُ أَنفُسًا وَعُقولا.
سُبحانَكَ اللَهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ.
عَلَّمتَ بِالقَلَمِ القُرونَ الأولى.
أَخرَجتَ هَذا العَقلَ مِن ظُلُماتِهِ.
وَهَدَيتَهُ النورَ المُبينَ سَبيلا.
وَطَبَعتَهُ بِيَدِ المُعَلِّمِ تارَةً.
صَدِئَ الحَديدُ وَتارَةً مَصقولا.
أَرسَلتَ بِالتَوراةِ موسى مُرشِدًا.
وَاِبنَ البَتولِ فَعَلَّمَ الإِنجيلا.
وَفَجَرتَ يَنبوعَ البَيانِ مُحَمَّدًا.
فَسَقى الحَديثَ وَناوَلَ التَنزيلا.
عَلَّمتَ يوناناً وَمِصرَ فَزالَتا.
عَن كُلِّ شَمسٍ ما تُريدُ أُفولا.
وَاليَومَ أَصبَحَتا بِحالِ طُفولَةٍ.
في العِلمِ تَلتَمِسانِهِ تَطفيلا.
مِن مَشرِقِ الأَرضِ الشَموسُ تَظاهَرَت.
ما بالُ مَغرِبِها عَلَيهِ أُديلا.
يا أَرضُ مُذ فَقَدَ المُعَلِّمُ نَفسَهُ.
بَينَ الشُموسِ وَبَينَ شَرقِكِ حيلا.
ذَهَبَ الَّذينَ حَمَوا حَقيقَةَ عِلمِهِم.
وَاِستَعذَبوا فيها العَذابَ وَبيلا.
كلُّ مَنْ سارَ على الدربِ وصلْ.
في ازديادِ العلمِ إرغامُ العِدى.
وجمالُ العلمِ يا صاحِ العملْ.
جمِّلِ المنطقَ بالنَّحوِ فَمَنْ.
يُحرمِ الإعرابَ في النطقِ اختبلْ.
وانظمِ الشعرَ ولازمْ مذهبي.
فاطراحُ الرفدِ في الدنيا أقلْ.
فهْوَ عنوانٌ على الفضلِ وما.
أحسنَ الشعرَ إذا لمْ يُبتذلْ.
وَيُضحى كَئيب البال عِندي حَزينه.
يَلوم عَلي إِن رُحت في العلم راغِبًا.
أَجمِّع مِن عِند الرُواة فُنونه.
وَأَملك أَبكار الكَلام وَعَونه.
وَاِحفَظ مما أَستَفيد عُيونه.
وَيَزعم إِن العلم لا يَجلب الغِنى.
وَيُحسن بِالجَهل الذَميم ظُنونه.
فَيا لائِمي دَعني أُغالي بِقيمَتي.
فَقيمة كُل الناس مِما يحسِنونه.
تُسرِف وتبذر لَقيتَ الضُرَّ وَالعَطبا.
العِلمُ زَينٌ وَتَشريفٌ لِصاحِبِهِ.
فاِطلُب هُديتَ فنونَ العِلمِ وَالأَدَبا.
لا خَيرَ فيمَن لَهُ أَصلٌ بِلا أَدَبٍ.
حَتّى يَكونَ عَلى ما زانَهُ حَدِبا.