حَبيبي عَلى الدُنيا إِذا غِبتَ وَحشَةٌ.
فَيا قَمَرًا قُل لي مَتى أَنتَ طالِعُ.
لَقَد فَنِيَت روحي عَلَيكَ صَبابَةً.
فَما أَنتَ يا روحي العَزيزَةَ صانِعُ.
سُرورِيَ أَن تَبقى بِخَيرٍ وَنِعمَةٍ.
وَإِنّي مِنَ الدُنيا بِذَلِكَ قانِعُ.
فَما الحُبُّ إِن ضاعَفتُهُ لَكَ باطِلٌ.
وَلا الدَمعُ إِن أَفنَيتُهُ فيكَ ضائِعُ.
وَغَيرُكَ إِن وافى فَما أَنا ناظِرٌ.
إِلَيهِ وَإِن نادى فَما أَنَ سامِعُ.
كَأَنِّيَ موسى حينَ أَلقَتهُ أُمُّهُ.
وَقَد حَرِمَت قِدمًا عَلَيهِ المَراضِعُ.
أَظُنُّ حَبيبي حالَ عَمّا عَهِدتُهُ.
وَإِلّا فَما عُذرٌ عَنِ الوَصلِ مانِعُ.
فَقَد راحَ غَضباناً وَلي ما رَأَيتُهُ.
ثَلاثَةُ أَيّامٍ وَذا اليَومُ رابِعُ.
أَرى قَصدَهُ أَن يَقطَعَ الوَصلَ بَينَنا.
وَقَد سَلَّ سَيفَ اللَحظِ وَالسَيفُ قاطِعُ.
وَإِنّي عَلى هَذا الجَفاءِ لَصابِرٌ.
لَعَلَّ حَبيبي بِالرِضى لِيَ راجِعُ.
فَإِن تَتَفَضَّل يا رَسولي فَقُل لَهُ.
مُحِبُّكَ في ضيقٍ وَعَفوُكَ واسِعُ.
فَوَاللَهِ ما اِبتَلَّت لِقَلبِيَ غُلَّةٌ.
وَلا نَشِفَت مِنّي عَليهِ المَدامِعُ.
تَذَلَّلتُ حَتّى رَقَّ لي قَلبُ حاسِدي.
وَعادَ عَذولي في الهَوى وَهوَ شافِعُ.
فَلا تُنكِروا مِنّي خُضوعاً عَهِدتُمُ.
فَما أَنا في شَيءٍ سِوى الحُبِّ خاضِعُ.
حبيبي أنت لي ظاهرْ.
سباني وجهك الباهرْ.
وطرفي في الدجى ساهر.
وسلطان الهوى قاهر.
أماناً يا منى قلبي.
من الهجران والسلب.
وإني حائر اللب.
على عرفانك الزاهر.
بدا من جانب الوادي.
علينا نورك الهادي.
فذاب الركب والحادي.
وتاه الغر والماهر.
سقى الله الحمى النجدي.
سحاب الشوق والوجد.
ألا ليت الهوى يجدي.
لقاء الطيب الطاهر.
صلاة الله والتسليم.
على من خص بالتكريم.
حوى عبد الغنيْ التقديم.
به في قدره الشاهر.
أين ابتسامُكَ يا حبيبي.
فالثلج أقسى من مَشيبي.
في غُربتي لهفانُ أس.
ألُ عنك كل هوىً غريبِ.
هيمانُ أنظر للسما.
ءِ فلا ترد على وجيبي.
ماتت أشعتها كمو.
ت الثلج في كَفنٍ رهيبِ.
وغدت مناحتها مناح.
حةَ كلُ مغتربٍ كئيبِ.
ما لي وقد خُلقَ التف.
اؤل من حناني كالمريبِ.
ما لي أُرجِّعُ آهتي.
سهمانَ كالروض الجديبِ.
ما لي ظمئتُ وكُّل ما.
حولي مناهلُ للقلوبِ.
من كلّ فنٍ عبقر.
يٍ للمحِّب وللحبيبِ.